كتب : لفته عبد النبي الخزرجي /العراق – بابل
منتصف هذه الليلة .. وفي الدقائق الاولى من اليوم الاول للسنة الجديدة ، عند الشعوب في كردستان وافغانستان واذربيجان وغيرها من الشعوب .. وهو اليوم 21/آذار من كل عام حسب التقويم الميلادي … ستكون النار قد ارتفعت لتعانق فضاءات الفجر الاول ، لتعلن اول ايام عيد النوروز .. هذا العيد الذي بلازم شعب كردستان منذ آلاف السنين .. وهو يمارس طقوسه في الاحتفال بهذا العيد القومي .
في مثل هذا اليوم يستعيد الاكراد .. بمزيد من الفخر ، ذلك الكادح الثوري .. كاوا الحداد ، الذي رفع مطرقته الحديدية ، ليهوي بها على رأس الطاغية ,, الضحاك .. ولينهي تاريخا طويلا من الظلم والقسوة والحرمان .. وليستعيد الشعب حريته ..
الاكراد والفرس والافغان والاذربيجان .. يمارسون طقوسهم ويحتفلون بعيد نوروز .. عيد السلام والحرية والمحبة ..
وفي الاتجاه نفسه ، فقد احتفل الصابئة المندائيون في العراق ، بعيد برونايا .. وهو من الاعياد الدينية لطائفة الصابئة المندائيين منذ سنوات سحيقة ، وقد اقاموا طقوسهم الدينية بالقرب من الشواطىء في البصرة والعمارة وبغداد وغيرها من المحافظات العراقية . وقد تعرضت الطائفة الصابئية للتهجير القسري في فترات سابقة .. الا ان الامور بدأت تسير باتجاه جيد وهاهم الصابئة المندائيون يمارسون طقوسهم بكل حرية وعلى شواطي الانهار التي تمتد في بلاد وادي الرافدين من الشمال الى الجنوب .
كان عيد النوروز سابقا .. زفي خمسينات القرن الماضي .. عيدا عراقيا .. تحتفل به محافظات الجنوب .. وخاصة البصرة .. حيث تمتد الابلام العشارية الملونة في مياه شط العرب .. وتجتمع العوائل عند الانهار وهي تشعل الشموع وتملأ الصواني بالحلويات والخضرة والورد .. وتبدأ حفلات الرقص والهيوه والدبكات في شوارع البصرة وخاصة منطقة الكورنيش . وتسير البواخر الصغيرة محملة بجموع الشباب وهم يهزجون ويمارسون طقوس العيد .